Total Pageviews

Wednesday, March 30, 2011

أهم الطيور البحرية فى البحر الأحمر والخليج العربي


أهم الطيور البحرية فى البحر الأحمر والخليج العربي




 الطيور البحرية هي تلك الأنواع التي تعتمد على البيئة البحرية في غذائها وتكاثرها وتنقلها دائماً، ولا تشاهد في المناطق الأخرى غير البحرية.وسنذكر هنا بعض اهم الطيور البحرية فى البحر الاحمر والخليج العربى وليس كل الطيور.

الاسم العربي: الطائر الإستوائي أحمر المنقار
الاسم العلمي: Phaeton aethereus indicus
الاسم الإنجليزي: Red-billed Tropicbird


الطول: 48سم، إمتداد الجناحين: 105 سم.
طائر متوطن في البحر الأحمر والخليج العربي. (أعداده قليلية)


طائر مميز ويمكن التعرف عليه بسهولة بلونه الأبيض والخطوط السوداء في منطقة الظهر، والريشة الطويلة الممتدة من منتصف الذيل، والمنقار لونه أحمر.


يقضي معظم حياته في البحر المفتوح، وفي موسم التكاثر يختار الجزر الصخرية، ويعشش منفرداً أو في مجموعات صغيرة جداً بين الصخور وداخل الصدوع. وتعتمد هذه الطيور في تغذيتها على الأسماك الصغيرة والحبار، وتقوم بإمساك وصيد فرائسها غالباً عن طريق الغطس.


ومن المخاطر التي تؤثر عليه المفترسات، خاصة الأنواع الدخيلة، كالفئران والقطط، وكذلك صيد السمك الجائر، الذي يؤثر بطريقة غير مباشرة على غذائه مما يؤثر بدوره عليه.


الاسم العربي: الأطيش البني
الاسم العلمي: Sula leucogaster plotus
الاسم الإنجليزي: Brown Booby


الطول: 70 سم، إمتداد الجناحين: 145 سم.
يتواجد فقط في البحر الأحمر (ولا يوجد في الخليج العربي).


أيضاً من الطيور المميزة ويمكن التعرف عليه بلونه البني في معظم أجزاء جسمه، ماعدا منطقة البطن، فهي بيضاء. وهي من الطيور المنتشرة والمتوطنة في البحر الأحمر، ويتواجد في معظم الجزر ولكن بأعداد قليلة.


وتتغذى هذه الطيور على الأسماك والحبار بالغطس من مسافات قريبة فوق الماء، وتضع الأنثى من 1-2 بيضة، و أحياناً ثلاث بيضات بيضاء اللون ليس عليها علامات، وبالرغم من ذلك لا يصل سوى فرخ واحد لسن الطيران، أما الأعشاش فأحياناً تكون على الأرض مباشرةً وأحياناً يبني عشاً من الطحالب وأصداف القشريات، ويبقى الصغير تحت رعاية والديه لمدة قد تصل إلى 259 يوماً.


وتتعرض طيور الأطيش البني لمخاطر جمع البيض والأزعاج البشري، وكذلك المفترسات الدخيلة والتلوث البحري وصيد السمك الجائر.



الاسم العربي: الغاق السقطري

الاسم العلمي: Phalacrocorax nigrogularis
الاسم الإنجليزي: Socotra Cormorant


الطول: 80 سم، إمتداد الجناحين: 130 سم.
يتواجد فقط في الخليج العربي (ولا يوجد في البحر الأحمر). (مهدد بالإنقراض).



يمتاز الطير البالغ منها بلونه الأسود المائل إلى الأخضر الزيتوني الغامق في الناحية الظهرية، ولا توجد فروق شكلية بين الذكور والإناث إلا في موسم التكاثر و إن كانت الذكور عادةً أكبر حجماً من الأنثى. والطيور اليافعة (الصغيرة) يكون لونها بنياً من الناحية الظهرية و أبيض في الناحية البطنية.


وتعشش هذه الطيور بشكل جماعي تصل في بعض الجزر إلى أكثر من خمسين ألف زوج. ومن السلوكيات الخاصة بهذه الطيور أن الصغار عندما ينبت ريشها تتجمع مع البالغ منها بأعداد كبيرة جداً يصل بالالاف للإغتسال وتنظيف ريشها من المواد العالقة فيه، والتي غالباً ما يكون برازاً متطاير من الطيور المجاورة لعشها،

وبعد أن ينتهي البالغين من غسيل ريشها وتنشيفه تبدأ بالتجمع على الشاطئ بشكل صفوف، وما أن يبدأ قائد المجموعة الموجود بالصف الأول بالتحرك، تبدأ الطيور الأخرى باللحاق به وبشكل منظم، حيث يطير الطائر المجاور له ليبدأ الصف الثاني فالثالث وهكذا لتكون خلال طيرانها لمناطق تغذيتها خطوط طولية متموجة فهذا يصعد وذاك ينزل وكأنها أمواج البحر طائرة حتى تختفي في الأفق.


وأهم المشاكل التي تواجهها طيور الغاق السقطري بالخليج هي الإزعاج البشري في مناطق التعشيش، والتلوث البترولي، واستخدام الشباك الكبيرة لصيد السمك الذي تعلق بها الطيور خلال تغذيتها.



منقول للافادة 
بالتوفيق للجميع
محمد حسان

 

Friday, March 25, 2011

التلوث المائى

مقدمة 

الماء مثل الهواء يعتبر أحد المكونات الضرورية للحياة على الكرة الأرضية فهو ضروري للإنسان والحيوان والنبات على حد سواء، ويشكل الماء ما يقارب 80% من مساحة الكرة الأرضية وهو المكون الأساسي للكائنات الحية وقد وصفه سبحانه وتعالى حيث قال : } وجعلنا من الماء كل شيء حي {.
تتنفس الكائنات البحرية الحية الأكسجين الذائب في الماء، لذلك فإنه لابد من المحافظة على تركيزه في الماء. ويتم ذلك عن طريق المحافظة على عدم تلوث مياه المسطحات المائية سواءً مياه الأنهار أو البحيرات أو البحار أو المحيطات لما للملوثات سواء الكيميائية أو الكائنات الحية الدقيقة من أثر فعال في تقليل كمية الأكسجين في هذه المسطحات المائية مما يهدد الحياة البحرية لذلك كان لابد من الاهتمام بدراسة مصادر تلوث المسطحات المائية وطرق مكافحته.
والتلوث من أهم المشكلات والمعوقات التي تواجه الكائنات الحية وفي مقدمتها الإنسان، وغالباً ما يحدث التلوث عن طريق الإنسان ذاته، كيف لا ؟ والإنسان هو السبب المباشر في الدخان والغازات التي تطلقها المصانع إلى الهواء الجوي، وهو الذي يقوم برمي نفايات المصانع والمعامل التي يستخدمها للشرب. لذلك فإن الإنسان يهدد حياته وحياة الكائنات الحية التي تعيش معه في نفس البيئة، فيجب على الإنسان أن يتنبه إلى أنه بسبب هذه الملوثات التي يطلقها ولا يلقي لها بالاً قد يتسبب في حدوث كوارث له أو للكائنات الحية من حوله – لا سمح الله – فمما سبق يمكن أن نستشف تعريفاً عاماً للتلوث على أنه (عبارة عن دخول كميات كبيرة من عناصر غريبة للبيئة المحلية).
والتلوث كلمة جامعة لأنواع عدة (أنواع التلوث) ولكننا في هذا البحث سوف نقتصر على نوع واحد فقط، ألا وهو التلوث المائي، حيث هو من الأهمية بمكان فإن الماء هو سر الحياة وصدق الله حينما قال في محكم التنزيل : } وجعلنا من الماء كل شيء حي {.
وسوف نطرق هذا الموضوع في بضع صفحات سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بهذا البحث كاتبه وقارئه وأن ينال استحسان الجميع وعلى الله وحده اعتمادي وإليه وجهتي واستنادي.

التلوث المائي
تلوث الماء ( هو كل تغير في الصفات الطبيعية والكيماوية، والبيولوجية للماء، مما يجعله عائقاً للاستخدامات المشروعة منه).
وعندما يطلق تلوث الماء يجب التنبه إلى أن الماء لا يمكن أن يكون في صورة نقية تماماً، لكن المقصود من تلوث الماء مدى خطورته على الغرض من استخدامه، فالماء الذي يستخدم للشرب قد يعتبر ملوثاً لكنه عند استخدامه للأغراض الأخرى كالمصانع فنعتبره غير ملوث، كذلك الماء الصالح للشرب يعتبر ملوثاً عند استخدامه لبعض الصناعات الكهربائية إذاً فمفهوم تلوث الماء مفهوم نسبي يخلف باختلاف الاستخدامات المناطة منه.
مصادر تلوث الماء :
لعل أهم مصادر تلوث الماء هو تدفق مياه المجاري والمخلفات والمياه الصناعية والبترول إلى المسطحات المائية كما أن المبيدات الكيميائية ونفايات المصانع وملوثات الهواء تصل إلى المسطحات المائية عن طريق مياه الأمطار أو الرياح عند ملامستها لسطح الماء. ولعل القاسم المشترك بين هذه الملوثات هو تأثيرها على تركيز الأكسجين في الماء ويتم ذلك عن طريق نمو الكائنات المائية الدقيقة مثل البكتريا في المياه الملوثة بمياه المجاري حيث تستهلك هذه الكائنات الأكسجين المذاب في الماء لتكسير المواد الكيميائية العضوية الملوثة للماء مما يؤثر على تركيز الأكسجين في الماء ويهدد الحياة البحرية. كما أن الملوثات الكيميائية السامة مثل العناصر الثقيلة والمبيدات وغيرها تصل إلى الكائنات الحية مثل الأسماك والنبات مما يؤثر على نموها وتكاثرها وكذلك تؤثر على الإنسان المستهلك النهائي لهذه الكائنات، هذا بالإضافة إلى الأخطار المباشرة على الإنسان من تعرض مياه الشرب للتلوث سواء بالكائنات الحية الدقيقة أو بالكيميائيات السامة.

وفيما يلي أهم مصادر تلوث المياه :
1 – البترول (النفط) :
مع زيادة إنتاج البترول وتصديره فإن المسطحات المائية التي تمر من خلالها ناقلات البترول تؤدي إلى تلوثها إما عن طريق الحوادث التي تتعرض لها تلك الناقلات مما يؤدي إلى تسرب البترول أو إلى إلقاء الماء الموجود في مستودعات الاستقرار للناقلات والذي يحمل كميات من البترول. وبذلك تعتبر ناقلات البترول من أخطر مسببات تلوث البحار والمحيطات حيث أنه بعد إفراغ حمولتها من البترول ومنتجاته فإنها تملأ خزاناتها بماء البحر لتستعمله كثقل لحفظ توازنها، وعند مغادرتها الميناء، تفرغ حمولتها من هذا الماء الملوث بالبترول في البحر، وتدل الدراسات على أن ناقلات البترول تلقي بحوالي 1% من حمولتها من البترول ومنتجاته في البحر. وبذلك فإن ما يلقى في البحار يومياً يقارب عشرين ألف طن من البترول ومنتجاته، بالإضافة إلى ذلك فإن مصافي البترول تلقي المياه المستهلكة في عمليات التكرير في المسطحات المائية، كما أن التنقيب وإنتاج البترول في عرض البحر يعتبر أحد مصادر التلوث، كما حدث من تسرب البترول من آبار النوروز التي سببت بقع زيت كبيرة في مياه الخليج العربي عام 1403هـ وذلك أثناء الحرب العراقية الإيرانية.
يشكل البترول المتسرب إلى المسطحات المائية طبقة رقيقة. حيث تدل الدراسات بأن الطن الواحد من البترول يغطي مساحة قدرها 12 كيلو متر مربع، وهذا يؤدي إلى تسمم بعض الطيور البحرية مباشرة، كما تتعرض الكائنات البحرية الأخرى إلى أخطار جسيمة سببها قلة تركيز الأكسجين في الماء. حيث أن هذه الطبقة البترولية تمنع الأكسجين الجوي من الوصول إلى الماء، مما يقلل نسبة الأكسجين في الماء، كما أن جزءاً من الأكسجين، المذاب فيه يستهلك في أكسدة هذه الطبقة البترولية، وهذا يؤثر على الحياة البحرية.
2 – مياه المجاري :
إن قذف مياه المجاري في المسطحات المائية يعتبر ولا شك من أكبر مصادر تلوث الماء وذلك لما تحمله هذه المياه من مواد عضوية تساعد على نمو الكائنات الحية الدقيقة مثل البكتريا المسببة للأمراض، كما أن وجود هذه المواد العضوية يستهلك جزءاً من الأكسجين المذاب في الماء عن طريق أكسدة هذه المواد في وجود البكتريا التي تساعد على حدوث الأكسدة. وهذا يؤثر على الكائنات المائية الحية من أسماك ونبات، ومن المعروف أن الحد الأدنى لبقاء الكائنات المائية حية إذا كان الماء يحتوي على 3 إلى 4 أجزاء في المليون من الأكسجين المذاب، لذلك إذا استطعنا أن نحافظ على هذه النسبة من الأكسجين فإنه لا خوف من تلوث الماء. الجدير بالذكر أن المسطحات المائية تستطيع تعويض الأكسجين من الغلاف الجوي، بفعل الرياح والأمواج، ولكن إذا كان وصول مياه المجاري إلى المسطحات المائية يفوق قدرة الماء على الحصول على الأكسجين فإنه يحــدث نقص في تركيز الأكسجين ومن ثم حــدوث التلوث وتعرض الكائنات المائية الحية للخطر.
وحيث أن الكائنات المائية الدقيقة مثل البكتريا المؤكسدة تستخدم الأكسجين المذاب في الماء لتكسير المواد العضوية وتحليلها، فإنه إذا قلت كمية الأكسجين المذاب في الماء إلى درجة كبيرة يؤدي إلى ضعف الكائنات الدقيقة المسئولة عن تحلل المواد العضوية الموجودة في مياه المجاري مما يؤدي إلى فقد قدرتها على التكسير السليم مما يؤدي إلى تكسير هذه المواد إلى نواتج ضارة وبالتالي يتعفن الماء وينبعث منه روائح كريهة تشتمل على غاز كبريتيد الهيدروجين.
بالإضافة إلى ذلك فإن مياه المجاري تحتوي على كثير من المخلفات الكيميائية مثل المنظفات والصابون وغيرها، وقد اتضح أن بعض المنظفات يحدث رغاوي في مياه المجاري والأنهار يصعب تحللها بيولوجياً الأمر الذي يؤدي إلى تلوث المسطحات المائية بشكل واضح بالإضافة إلى ذلك فهي سامة للكائنات البحرية الحية.
هذا ويجري الاتجاه حالياً للتخلص من مشكلة مياه المجاري نهائياً وذلك بتنقيتها ومعالجتها مما يؤدي إلى الاستفادة من مياهها المعالجة في ري المزارع وكذلك يستفاد من السماد المتخلف أيضاً في الزراعة.
3 – المبيدات :
للمبيدات أهمية كبيرة في زيادة كفاءة الإنتاج الزراعي وتتمثل في القضاء على الحشرات والفطريات والأعشاب الضارة، كما أن لهذه المبيدات آثاراً سيئة على تلوث البيئة سواء الهواء أو الماء. فبعد رش النباتات بهذه المبيدات فإنها تصل إلى المسطحات المائية عن طريق مياه الأمطار ومجاري الصرف، بالإضافة إلى ذلك فإن هذه المبيدات وخاصة المبيدات الحشرية تصل إلى المسطحات المائية مباشرة عند رش البحيرات أو الأنهار للقضاء على الحشرات، كما تصل إلى المسطحات المائية عن طريق الأمطار أو الرياح بعد رش الهواء للقضاء على الحشرات.
عند وصول هذه المبيدات إلى المسطحات المائية فإن ذلك يؤثر على الكائنات البحرية الحية سواءً الحيوانية أو النباتية كما يؤثر على الطيور المائية، وقد أثبتت الدراسات وجود هذه المبيدات في خلايا الكائنات البحرية الحية مما يؤدي في بعض الأحيان إلى موت هذه الكائنات. ولقد امتد أثرها إلى الإنسان الذي يتناول هذه الكائنات وخاصة الأسماك، كما أن هذه المبيدات قد تسبب ضرراً مباشراً للإنسان من جراء تناول المواد الغذائية (النباتات) التي رشت بهذه المبيدات.
4 – الأمطار الحمضية :
إن المكونين الرئيسيين للأمطار الحمضية هما حمض الكبريتيك وحمض النيتريك وهما يتكونان من أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين في وجود الماء، وتتكون هذه الأكاسيد على شكل غازات تصدر من المخلفات الصناعية ومن احتراق الوقود احتراقاً غير كامل كما يحدث في عوادم السيارات والمصانع ومحطات الكهرباء.
هذا وقد تسبب الأمطار الحمضية تغير الرقم الهيدروجيني ph (يعبر عن تركيز البروتون أو الحمض) في المسطحات المائية مما يؤثر على الكائنات المائية الحية حيث يؤدي في بعض الأحيان إلى موت هذه الكائنــات، إضافـة إلى الأضـرار التي تسببها الأمطـار الحمضـية على النبــاتات البــرية وفي تآكل مـواد البناء والمعادن.
5 - المياه الصناعية :
يقصد بالمياه الصناعية، المياه التي تستخدم للتبريد في المصانع ومحطات توليد الطاقة الكهربية والمحطات النووية، ولا شك بأن تسرب مياه مرتفعة الحرارة إلى الأنهار أو البحار سوف يؤثر على الكائنات البحرية الحية وذلك لأن الماء الساخن يحتوي على كمية أقل من الأكسجين، كما أن ارتفاع درجة حرارة الماء يؤثر تأثيراً مباشراً على الكائنات البحرية حيث أن بعضها لا يلائمها المياه الدافئة. هذا بالإضافة إلى ما قد تحتويه المياه الصناعية من مواد كيمائية كمخلفات صناعية ملوثة للبيئة. لذلك فلابد من تحويل المياه الصناعية إلى حلقات مغلقة لا تصب في المسطحات المائية وتلوثها.
6 – المعادن الثقيلة :
تصل مركبات المعادن الثقيلة إلى المسطحات المائية عن طريق المبيدات المحتوية على المعادن الثقيلة وكذلك عن طريق المخلفات الصناعية ومخلفات الوقود الناتجة من المصانع أو وسائل النقل، بالإضافة إلى ما يصل إلى المسطحات المائية من معادن ثقيلة مصدرها طبيعي وذلك من البراكين، كما أن الصخور والتربة يحتويان على أملاح المعادن الثقيلة، وعند تعرضها للظروف الجوية المختلفة ونزول المطر فإن كاتيونات هذه المعادن تتحرر وتلوث المسطحات المائية، ومن أخطر مركبات المعادن الثقيلة والتي تنتشر بشكل واسع هي كل من مركبات الزئبق والرصاص والكادميوم والنحاس والكروم والكوبلت والنيكل والزنك والزرنيخ والبيريليوم.
وتختلف العناصر الثقيلة عن غيرها من الملوثات بأن معظمها له الصفة التراكمية. حيث يتراكم في أجسام الحيوانات المائية مثل الأسماك والطيور المائية وفي أجزاء النباتات المختلفة حتى يصل إلى تراكيز عالية، عندها تبدأ آثار التسمم بالمعادن الثقيلة في الظهور مما يهدد بقاء هذه الكائنات، كما أن مركبات هذه المعادن الثقيلة تصل إلى الإنسان عن طريق تناوله الأسماك التي تحتوي خلاياها على مركبات هذه المعادن.

أنواع الملوثات المائية :
هناك ثلاث أنواع من الملوثات المائية هي الملوثات الفيزيائية، الكيميائية، البيولوجية.
1 – الملوثات الفيزيائية (الطبيعية) : هي كل ما يضاف إلى الماء من الطبيعة ويمكن إزالته بطرق معالجة الصفات الطبيعية للماء المذكورة سابقاً، وتسبب هذه الملوثات في تغيير طعم ولون ورائحة الماء، وتتكون هذه الملوثات من تخلف وترسب المواد العالقة في الماء.
2 – الملوثات الكيميائية : فإما أن تكون عضوية الأصل أو غير عضوية، ومن أمثلة الملوثات غير العضوية : الحديد والمنجنيز والخارصين والنحاس والكالسيوم والمغنسيوم، ويجب أن يكون تركيز هذه المواد عند حد معين يعتمد على حسب نوعية استعمال الماء للأغراض المختلفة، وللملوثات الكيميائية العضوية أنواع مختلفة أهمها الفينولات ومشتقاتها ومخلفات المبيدات الحشرية، والمنظفات الصناعية والمركبات العضوية الأخرى القابلة للتكسر البيولوجي.
3 – الملوثات البيولوجية : وتعتبر البكتيريا والفيروسات وإفرازات الكائنات الدقيقة الحيوانية أو النباتية هي أهم أنواع الملوثات البيولوجية، وتسبب هذه الملوثات الأمراض والتسمم في بعض الأحيان.
مراحل تحلل الملوثات :
عادة ما يمر الملوث في الوسط المائي بثلاث مراحل لتحلله :
أ – منطقة التحلل :
هي المنطقة التي تبدأ فيها عملية التحلل للملوث : حيث تتجمع الملوثات – عادة – في القاع في الطبقة الطينية؛ إذ تترسب المواد الصلبة وتزداد فيها نسبة التعكر وأعداد البكتريا، وتختفي بعض أنوع الفطريات لعدم قدرتها على تحمل الظروف البيئية الجديدة، وقد تنقرض تماماً بعض الكائنات، بينما تسود كائنات أخرى.
وعند فحص قاع المجرى المائي – عند هذه النقطة – تتواجد كثير من الكائنات الحية الكبيرة مثل الديدان الحلقية والاسطوانية، ويرقات الحشرات والأكاروسات، وتنخفض أعداد الطحالب لقلة الضوء، وتنشط أنواع عديدة من الكائنات الحية الصغيرة، مثل البكتريا والبروتوزوا، وخاصة الهدبيات، والخيطيات.
ب – منطقة التحلل النشط :
وفيها تقل درجة التعكر وتزداد أعداد البكتريا بدرجة كبيرة، وكذلك الفطريات، وذلك في الرواسب التي تجمعت في القاع قرب نهاية المنطقة، ونلاحظ زيادة في نشاط الهائمات الحيوانية التي تقوم بالتهام الأوليات النباتية، وتخرج نواتج تحلل هذه الكائنات في صورة نترات وفوسفات، وتظهر أنواع من الطحالب.
جـ – منطقة الانتعاش :
وهي منطقة تالية تتميز باستعادة المجرى المائي لحالته الأولى، من حيث محتواه من الأكسجين وبقية خواصه الطبيعية، وتبدأ الصورة البيولوجية في التحول لصالح النشاط النباتي فيتوفر الضوء، وتزداد أعداد الطحالب، ويبدأ نمو الأعشاب المائية، مثل عدس الماء، والألوديا، والأزولا ورد النيل وغيرها من النباتات التي تنافس الطحالب في كمية الضوء المتاح.

مكافحة تلوث الماء :
1-     التخلص السليم من النفايات الكيميائية وعدم وضعها في مياه المجاري بل يتم التخلص منها بالحرق إذا كانت نواتج الاحتراق غير ضارة أو تحويلها إلى مركبات غير ضارة مثل تحويل الأحماض إلى أملاح وذلك بمعادلتها بالقواعد.
2-     المحافظة على عدم تلوث البحار والأنهار بالبترول والمخلفات الصناعية ومحاولة التخلص من أي تسربات تقع بقدر الإمكان وبأسرع وقت ممكن.
3-     محاولة جمع مياه المجاري وإعادة استخدامها مرة أخرى في ري المزارع والحدائق بعد معالجتها كيميائياً وبيولوجياً كما يتم استخدام الأسمدة الناتجة عن هذه المعالجة في الزراعة.
4-     المحافظة على عدم تلوث الهواء بالمواد الكيميائية حيث أن مياه الأمطار والرياح تحول ملوثات الهواء إلى ملوثات للتربة والمسطحات المائية.
5-          عدم استخدام المبيدات الثابتة وغير القابلة للتفكك مثل د. د. ت. والكيلات الزئبق.
التأثير الصحي للمياه الملوثة :
إن الماء يعمل كناقل فعال للأمراض والطفيليات، حيث تعتمد هذه الكائنات على الماء في حياتها.
يمكن تقسيم الأمراض والطفيليات بالماء كالتالي :
أ / أمراض متولدة من الماء :
هذا النوع من الأمراض تسببه بعض الميكروبات التي تعيش في الماء الملوث ومن أهم هذه الأمراض التيفوئيد والكوليرا.
ب / أمراض ناتجة عن الغسيل بالماء :
أهم هذه الأمراض أمراض الإسهال وأمراض الجلد وأمراض العيون وتنتشر هذه الأمراض في الأماكن التي لا تتوفر بها كمية المياه اللازمة للنظافة الشخصية.
جـ / أمراض مسئول عنها الماء :
وهي الأمراض التي تعتمد على الماء لتكملة دورة حياتها، وأهم الطفيليات التي تسبب هذه الأمراض البلهارسيا ودودة الجوانيا، ودودة الاسكارس والدودة الكبدية وغيرها.


المراجـــــــع


+      تلوث المياه العذبة.
د / أحمد عبد الوهاب عبد الجواد.
+      ملوثات البيئة أضرارها، مصادرها، طرق مكافحتها.
د / محمد الحسن.
د / إبراهيم المعتاز.


+      تلوث المياه العذبة.
د / أحمد عبد الوهاب عبد الجواد.
+      ملوثات البيئة أضرارها، مصادرها، طرق مكافحتها.
د / محمد الحسن.
د / إبراهيم المعتاز.

المصدر 

 بجامعة ام القرى 
كاتب المقدمة :

علي بن حامد العمري


مع اطيب التمنيات بالتوفيق للجميع 

محمد حسان




Sunday, March 20, 2011

العـوامل المؤثرة فى تشكيل السواحـل


العـوامل المؤثرة فى تشكيل السواحـل

إذا كانت التجوية والتعرية هما من العمليات الطبيعية التى يلزم لهـا بعد زمنى كبير حتى يتضح تأثيرهمـا وخاصـة فى المناطق القارية الصحراويــة . غير أن البيئـة الساحليـة تمثل نمطـا من الأنماط الفريدة التى يتضح فيها تأثير العمليات الطبيعية (تجوية + تعرية ) فى بعد زمنى قليل نسبيا يمكن رصده وتتبع تأثيره . والسواحل أو الشواطئ هى إلتقـاء القارات أو اليابسـة مع المياه وتعتبر هذه المناطق من أنشط مناطق النحت بواسطـة المياه لذا فإنهـا عرضـة للتغير باستمرار .

ويتوقف شكل الساحل على تفاعل عدد من العوامل المتداخلة مع بعضهـا البعض والتى يمكن أن نحصرها فى مجموعتين من العوامل (الأولـى) : تأثير حركـة المياه وما يتعلق بهـا .. (الثانية) : تأثــير طبيعـة السواحل نفسهـا .

أولا : تأثير حركــة الميـاة
المقصـود بحركـة المياه هنـا هو تأثير فعل الأمواج وحركـة المد والجزر والتيارات البحرية .

1 - تأثير الأمــــواج :
من المعروف أن الأمواج من أهم عوامـل التعريـة البحريـة وأن تأثير هذه الأمواج مرتبط بعاملـين أخرين همـا ؛ الرياح وتضاريس الساحل نفسـه ولأمواج العواصف أهميـة خاصـة إذ أن تأثيرهـا فى تشكيل السواحل فى يوم واحد يعادل تأثير الأمواج العادية فى عدة أسابيع ولهذا فإنهـا تعرف بأمواج الهـدم Destructive .
ومن المهم فى دراسـة التعريـة الساحليــة , أن نميز بين نوعين من السواحــل :
أ ) سواحل ذات تضاريس (جـــروف) .. ويتلخص تأثير الأمواج فى الأنماط الأتيــة :-

التأثير الهيدروليكــــى Hydraulic Action :
إذ أن كتل المياه المندفعـة نحو الشاطئ (الجرف) تحدث تأثيرا قويا مباشـرا فى تحطيم الصخور عندما تصطدم الأمواج بهـا وقد أثبتت الدراسات أن طبيعـة شكل الأمواج ذات تأثير فعال على تحطيم الصخــور .فقد لوحظ أنه عند تكــسر الأمواج قد يندفع المـاء فوق قمـة الموجـة بسرعـة تبلغ ضعف سرعـة الموجـة ككل وبذلك فإن الضغوط المرتفعـة قد تباشر عملهـا على وجه الجرف على نحو تتحطم معـه الصخـور .

كمـا أن الموجـه قد تحصر جيبـا من الهـواء بينهـا وبين الجرف مما يؤدى إلـى ضغط الهـواء عند اصطدام الموجـة بالجرف بشدة وعند ارتداد الموجـة يتجدد الهـواء فجأة وبتوالى عمليـة إنضغاط وتمدد الهواء يؤدى فى النهايـة إلى تحطيم الصخــر .
وقد لوحظ أن تأثير الموج يصبح فعالا إذا كان الجرف مليئـا بالشقوق والفواصل والشروخ . إذ أنه بتوالى إنضغاط الهواء المحبوس بفعل الموجـه فى داخل هذه الشقوق والفواصل والشروخ يؤدى إلى توسيعهـا وبالتالى تحطيم الصخر نفســه .

نواتج التأثير الهيدروليكى على السواحل :

التأثير التحاتـــى ( النحــت ) Corrosion :
وهو ذلك التأثير الذى تمارسـه كتل الحطام الصخرى عند اصطدامهـا بفعل الرياح بأسفل الجرف مما يؤدى إلى إنشاء جـروفا معلقـة أو بارزة توثر على عوامل التجويـة (الحرارة والريـاح والأمطــار).
تأثـير الأحتكـاك البــرى Attrition :
ويحدث هذا التأثير عندمـا تدفـع الأمواج الحطام الصخرى وعند سحب هذا الحطـام مع ارتداد الأمواج إذ أنه من نتيجـة الأحتكاك الناتج عن تصادم مكونات الحطــام الصخرى بعضـه مع بعض وتصادمه فى نفس الوقت مع صخور الشاطئ يحدث نوع من البرى لكليهمـا (الحطام الصخرى وصخور الشاطـئ) ممـا يؤدى فى النهايـة إلى تآكل الشاطـئ .
تأثــير الإذابـة (الذوبــان) Solution :
لا ينحصر تأثير الذوبان فى تأثير الأمواج بقــدر ما ينحصر فى طبيعـة مكونات الصخر نفسـه وقابليـة هذه المكونات للذوبان .الأمر الذى سوف نعالجـه لدى الحديث عن طبيعـة الصخر .

ب ) سواحل منبسطــة ( ذات إرتفاعـات قليلــة ) :
ويتلخص التأثير الهدمـى للأمواج إذا كانت من النوع السريـع التواتر أى يتراوح عدد الموجات من 13-15 موجــة فى الدقيقــة . إذ أن حركـة الأمواج على هذا النمط تكون دائريـة فعندمـا تتكسر الأمواج فإن كتلــة الماء تتجـه إلى أسفل الشاطــئ . ونتيجـة لهذه الحركـة الدائريـة فإن هذا النمط من الموج يمشط المواد من أعلى الشاطئ إلى أسفل مؤديا تأثير نحــتى .

2 - تأثير حركـة المد والجــزر :
المد والجزر من الظواهـر الطبيعيـة المعروفـة إذ يتحرك سطح البحر بين إرتفاع وإنخفاض مرتين كل يوم تقريبا ( 24 ساعـة و52 دقيقـة) بسبب تأثير جذب القمر والشمس للأرض وتمارس تيارات المد والجزر تأثيرا تحاتيـا قويا فهى ذات أهميـة واضحة فى تكوين سطـــوح تعريـة .

3 - تأثير التيارات البحريـة :
ويتوقف هذا التأثير على إتجاه التيار نفسه بالنسبة للساحل حيث يكون نحت الساحل أشد ما يكون عندمـا يتعامد إتجاه التيار على الساحل . وبالإضافـة إلى هذا التأثير فإن هناك عددا من العوامل التى يتحكم فى فاعليـة تأثير التيارات البحرية على السواحل منها كثافة التيار نفسه ودرجة ملوحته الناتجـة من التبخير الشديد كما يحدث فى الجهات المدارية بالإضافة إلى تأثير دوران الأرض حول نفسها . وعلى كل حال فإن التيارات البحرية ذات تأثير محدود فى تشكيل السواحل .
ومن العوامل الهامـة فى تشكيل السواحل , تضاريس الجروف الساحلية أى إرتفاعهـا , إذ أن الجروف القليلة الإرتفاع تتراجع بسرعـة ( تتآكل ) تفوق سرعـة تراجع وتآكل الجروف الأكثر إرتفاعا بغرض تساوى وتماثل معدلات التعرية وبغرض وحدة طبيعة الصخور .
هذا بالإضافـة إلى تأثير التغيرات فى مستوى البحر التى ترتبط بالتغيرات المناخية.

ثــانيا : نوعيــة الصخــور :
تمثل نوعية الصخور عاملا هامـا من عوامل تشكيل السواحل فمن المعروف أن الأحجار الجيريـة هـى أكثر أنواع الصخور استجابة وقابليـة للتحلل والذوبان بفعل التجوية الكيميائيـة بالإضافـة إلى قابليتهـا للذوبان بفعل ما تحدثـه أيونات الاملاح المختلفة فى مياه البحار بخلاف الصخور النارية أو المتحولــة .
فبالنسبة للأحجار الجيريـة فإنهـا من أكثر الصخور قابلية للتآكل على وجه العموم . أما إذا كانت هذه الأحجار تشكل خط التماس بين اليابسـة والبحر فإنـه يمكن تلخيص العوامل المسببـة لتآكل الأحجار الجيرية فى النقاط التاليـة :
1 - الأحجار الجيرية تتميز عادة بإنهـا مــن الصخور ذات الصلادة القليلــة ( فى حدود 3 - 5ر4 تقريبا ) لذا فإن التأثير الهيدروليكـى للأمواج سوف يكون فعالا فى تحطيم وتفتيت الأحجار الجيرية ذات شقوق وفواصل (عادة تكثر الشقوق والفواصل فى تكوينات الأحجار الجيرية ) مما يزيد فى عملية التحطيم .
2 - الصخــور الجيريــة - بصلادتهـــا القليلــة - ســوف تكون واقعــة تحت تأثير التحات Corrosionالناتج من تأثير اصطدام الحطام الصخرى بفعل حركة الأمواج .
3 - الصخور الجيرية من أكثر أنواع الصخور قابلية للتآكل الكيميائى ويمكن إرجاع سبب التآكل الكيميائى للصخور الجيرية المطلة على مياه البحار والمحيطات من خلال عاملين .
( أ )التجوية الكيميائيـة: وهى التجوية التى تحدث بفعل مكونات الهواء الجوى (بخار مـاء + ثانى أكسيد الكربون + أكسجين) حيث تتحد هذه المكونات مكونة حمض الكربونيك الذى يؤثر على الأحجار الجيرية حيث يؤدى فى النهاية إلى تآكلها والتجوية الكيميائيـة هى عمليـة طبيعية تتم فى بعد زمـنى كبير غير أن هذا البعد الزمنى الكبير يقل بزيادة نسبة ثانى أكسيد الكربون أو غيره من الغازات الحمضية الأخرى مثل أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت .
( ب ) للمياه الشاطئيـة كذلك تأثير كيميائىعلى الأحجار الجيرية من خلال حمض الكربونيك فمن المعروف أن قدرة المياه على إذابة ثانى أكسيد الكربون تزداد كلما قلت درجة الحرارة وتقل القدرة بزيادة درجة الحرارة . إذن فالمناخ ولا سيما درجة الحرارة تلعب دورا هامـا غير مباشر فى تآكل الصخور الجيرية .
أشكال التعرية البحرية : تختص التعرية البحرية بأنها ذات مجال محدود لا تتعداه . وهذا المجال هو نطاق اتصال اليابس بالبحر . ومن المهم أن نحدد ثلاثة مصطلحات هى : الساحل والشاطىء والبلاج .
فالساحل Coast هو خط إلتقاء أو نطاق اليابس بالبحر . ويمكن تعريف خط الساحل Coast line بأنه الخط الذى الذى تصل إليه أعلى أمواج العواصف . بينما الشاطىء shore يشمل المساحة الواقعة بين سفوح
الجروف البحرية ( وهى الحوائط الصخرية المشرفة على البحر ) . وأدنى مستوى تصل إليه مياه الجزر .
أما البلاج Beach فيشمل المساحة التى تتكون من الرمال والحصى فوق الشاطىء . وتعتمد التعرية البحرية على عدد من العوامل التى تؤثر فى خط الساحل .
ويمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين : قسم يختص بطبيعة الساحل نفسه وقسم آخر يختص بطبيعة حركة المياه المؤثرة على الساحل . . وفيما يلى أهم هذه العوامل :

أولا : العوامل المؤثرة فى طبيعة الساحل :-

1- شكل خط الساحل ومدى تعرجه وتوجيهه بالنسبة للأمواج السائدة ، فخطوط السواحل المتعرجة تشتد تعرية رؤوسها المتوغلة فى البحر ، فى حين يزداد الترسيب داخل الخلجان . كما تتأثر المناطق الساحلية المواجهة للأمواج السائدة ، فيشتد تراجعها أمام الأمواج .


2- درجة إنحدار المنطقة الساحلية ، وخاصة الجروف البحرية الأكثر تعرضا لفعل الأمواج ، وكذلك إرتفاع هذه الجروف . إذ كلما انخفضت هذه الجروف زادت فرصة تآكلها بالأمواج .
3- صلابة الصخور ودرجة مقاومتها للعوامل الميكانيكية ( تأثير اصطدام الأمواج ) ، والكيميائية ( الناتجة عن تفاعل الصخور مع مياه البحر ) .
4- البنية الجيولوجية للمنطقة الساحلية ، ومدى تأثرها بالإنكسارات والإلتواءات ، وأنظمة الفواصل. إذ
يتم نحت الحافات ذات الفواصل المتقاربة . وكذلك العلاقة بين زاوية ميل الطبقات وتوجيه خط الساحل . فحينما تميل الطبقات نحو خط الساحل يسهل نحتها بالأمواج ، أما الطبقات المائلة نحو اليابس فيصعب نحتها ، وتظل باقية فترات زمنية أطول نسبيا . ، بمعنى أنه عندما تميل الطبقات نحو البحر ، فإن الكتل الصخرية تتكسر عند أسطح الفواصل بزوايا قائمة على مستويات الإنفصال الطبقى ، مكونة ما يعرف بالجروف المعلقة . بينما إذا كانت الطبقات تميل فى الإتجاه العكسى ، أى نحو اليابس فإن الكتل
الصخرية لا تستطيع التكسر عند سطوح الفواصل ، وبالتالى فإن الجروف تميل إلى الوقوف فى وضع
قائم تقريبا.
5- الغطاء النباتى للمنطقة الساحلية من حيث نوعه ( غابات ، شجيرات ، حشائش ) ومدى كثافته ، حيث يساعد الكساء النباتى الكثيف على حماية السواحل بدرجة ما من تأثير الأمواج.
6- عمق المياه أمام خط الساحل ، فالمياه الضحلة تعمل على تكسير الأمواج ، وإضعاف طاقتها قبل وصولها إلى الشاطىء ، بينما تساعد المياه العميقة على وصول الأمواج بكامل طاقتها مما يعظم تأثيرها التحاتى .
7- نوع الصخور على القاع أمام خط الساحل ودرجة مقاومتها لعمليات النحت البحرى ، ومدى توافر المواد الرسوبية التى يمكن نقلها وترسيبها بالأمواج على الساحل .

ثانيا : طبيعة حركة المياه :
يتلخص تأثير حركة المياه البحرية فى ثلاثة أنواع .. هى على النحو التالى :
أ- حركة الأمواج من حيث شدتها وارتفاعها واتجاهها بالنسبة لخط الساحل :
وتنشأ الأمواج عادة من هبوب الرياح والعواصف إذ أن معظم الأمواج ناتجة من تأثير احتكاك الرياح بسطح المياه .غير أن هناك أمواجا تنشأ بفعل حركة المد والجزر ، كما أن بعضها أيضا ينشأ من تأثير الزلازل والنشاط البركانى فى قاع المحيط .
وتدفع الرياح الأمواج نحو الشاطىء ويتوقف مدى ارتفاعها وطاقتها على قوة الرياح التى تدفعها . لذا فإن موقع خط الساحل بالنسبة لإتجاه الريح ولعرض البحر يعتبر من أهم العوامل التى تؤثر فى تشكيله . ولأمواج العواصف أهمية خاصة ، وهى التى تحركها رياح فى قوة


الإعصارأو العاصفة تهب فوق مسطح مائى عظيم . فتأثير يوم واحد من مثل هذه الأمواج العاتية فى تشكيل السواحل ، قد يفوق تأثير الأمواج العادية على مدى عدة أسابيع . وتتسابق هذه الأمواج وتتلاحق بسرعة وبمعدل يتراوح بين 12- 14 موجة فى الدقيقةالواحدة ، ونظرا لتزاحمها ترتفع قممها وتتساقط كتل المياه من فوقها على طول جبهتها الزاحفة وتغوص فجأة فتزداد شدة السحب وارتداد المياه التى تنحت أرض الشاطىء فتجرف معها مواده نحو البحر . لهذا فهى تعرف بأمواج الهدم ( النحت )Destructive . أما الأمواج المتوسطة التى تتهادى نحو الساحل بمعدل يتراوح بين 6-8 موجة

كل دقيقة ، فإنها تتسم بقوة دافعة فعالة نحو الساحل تفوق قوة السحب وارتداد المياه التى يعرقلها احتكاكها بالقاع وامتصاص رواسب الشاطىء لجزء من تلك المياه المرتدة . ولهذا فإن مقدار ما تدفعه من الحصى نحو الساحل يزيد على مقدار ما تجرفه معها نحو البحر ، ولذا تسمى بأمواج البناء ( الإرساب )

Constuctive .


ب - تيارات المد والجزر :

من المعروف أن سطح البحر يتحرك بين ارتفاع وانخفاض مرة كل نصف يوم تقريبا . وهذه الحركة تبدو واضحة بجوار السواحل . ويعرف أقصى إرتفاع يبلغه سطح البحر بالمد ، وأدنى انخفاض بالجزر . وتنشأ ظاهرة المد والجزر عن قوى جذب القمر والشمس للمياه .وتأثير القمر فى إحداث المد أقوى من تأثير الشمس ، نظرا لبعد الشمس عن الأرض بالمقارنة بالقمر .

وتيارات المد والجزر - شأنها فى ذلك شأن حركة الأمواج - ذات تاثير هدمى وبنائى ، بمعنى أنها ذات تأثير تحاتى إذ تكون سطوح تعرية بفعل عملية إرتطام الموج بالسواحل . أما التأثير البنائى فيتلخص فى عملية الإرساب لدى حركة المد .


ج - التيارات البحرية :

تتحرك المياه السطحية فى البحار والمحيطات على هيئة تيارات بحرية تعزى نشأتها إلى سببين رئيسيين :

1- الرياح الدائمة: ويتناول تأثيرها مساحات واسعة من المسطحات المائية ، وخاصة الرياح التجارية الشمالية الشرقية والجنوبية الشرقية التى تهب صوب خط الإستواء من الشمال ومن الجنوب . فهى تقوم بالدور الرئيسى فى دفع المياه الإستوائية نحو أمريكا الوسطى حيث يخرج تيار الخليج الدافىء الذى يعبر المحيط الأطلسى إلى غرب أوربا وشمالها الغربى .

2- إختلاف التيارات البحرية .. وتعرف بالقوى الأرشميدية : وتنشأ من تغيرات داخلية تحدث فى كتل المياه ، ونسبب التفاوت فى درجة كثافتها . وترجع هذه التغيرات إلى عاملى التمدد والانكماش فى المياه نتيجة لتعرضها للحرارة والبرودة . وقد ترجع أيضا إلى ازدياد فى ملوحة المياه نتيجة للتبخير الشديد فى المياه السطحية مثل ما يحدث فى الجهات المدارية ، أو قد تعزى إلى نقص فى درجة الملوحة نتيجة لتدفق كميات من المياه العذبة الناشئة عن ذوبان الجليد أو هطول الأمطار الغزيرة . ولا شك فى تأثيرات هذه القوى خاصة فى إحداث التباين والتغير الأفقى والرأسى فى الأحواض المحيطية الكبيرة . 
 
منقول للامانة

                                                                   محمد حسان

Saturday, March 19, 2011


نظريات تفسر نشأة البحار والمحيطات

- نظرية انسلاخ القمر

في محاولة لتفسير نشأة الأحواض المحيطية، قال تشارلز دارون Charles Darwin، عام 1878، بنظرية انسلاخ القمر من الأرض. وقد لقيت نظريته قبولاً واسعاً، في بداية الأمر. وازداد قبولها بين الفلكيين، أصحاب نظرية النجوم التوأمية Binary Star Theory وخاصة الفلكي الأمريكي، راسيل Russell (1877ـ1957)، صاحب نظرية التطور النجمي، أو الانشطار النجمي Stellar Evolution. وقد أيده كل من ليتلتون Lyttleton، وروس جن Ross Gunn، وبانرجي Banerje، وفيشر Fissher. ويرى هؤلاء الفلكيون، أن من المألوف وجود مجموعات من الأجرام السماوية Star Clusters، التي يدور بعضها حول بعض، في فلك واحد؛ والتي تطورت، في الوقت نفسه، من أصل واحد. ومألوف لديهم، كذلك، أن يتبع كلاً من كواكب المجموعة الشمسية أقمار صغيرة. وقد يكون معظمها منشطراً، في الأصل، عن الكوكب الأم.
لذا، فقد أيد هؤلاء الفلكيون نظرية دارون، القائلة بانشطار القمر عن الأرض. وكانوا يرون، أن القمر، الذي يؤثر في حركة المد والجزر لمياه المحيطات، في الوقت الحاضر، له علاقة وثيقة بتكوّن المحيطات على سطح الأرض. وقد انفصل عنها، نتيجة لعملية جذب، تعرضت لها، شبيهة بتلك العملية، التي أسفرت عن تكون كواكب المجموعة الشمسية. وقد اقتطع القمر من الأرض، في المنطقة، التي يشغلها، اليوم، حوض المحيط الهادي؛ وأصبح تابعاً لها، يدور حولها؛ مثلما تدور كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس.
وقد أجريت حسابات كثيرة لتقدير قطر القمر، وعرض المحيط الهادي؛ تدعيماً للنظرية، وإثباتاً لصحتها. ومن الشواهد، التي أوردت لتأييد النظرية، ما يأتي:

أ- إن حوض المحيط الهادي، خلافاً للمحيطين الآخرين، يأخذ شكلاً دائرياً، وخاصة داخل المنحدر القاري، مما يلي البحر.

ب- إن قاع المحيط الهادي، خلافاً للمحيطات الأخرى، تغطيه طبقة صخرية من البازلت، مركبة من السليكا والماغنسيوم، سيما Sima؛ في حين، تمتد فوق هذه الطبقة، طبقة أخرى من الصخور الجانبية، المركبة من السليكا والألمنيوم، سيال Sial، فوق الجزء الأكبر من قاعَي المحيطين الآخرين، الأطلسي والهندي.
ج- إن أبعاد المحيط الهادي، توافق تماماً الحسابات الفلكية لأبعاد القمر، بشكله المستدير، الذي يمكنه، بسهولة، أن يملأ الفراغ، الذي تشغله مياه المحيط الهادي، حالياً، بطبقة صخرية، سمكها 60 كيلومتراً.

ويقول أصحاب هذه النظرية، إن عملية انسلاخ القمر من الأرض، أدت إلى تكون حوض المحيط الهادي. كما نجم عن حركات التصدع والتشقق العظمى في قشرة الأرض، التي صاحبتها، والتي أعقبتها، تكسر القشرة الأرضية. وأسفرت حركة دوران الأرض حول نفسها، ودورانها حول الشمس، عن اتساع هذه الصدوع؛ ما نتج منه، في النهاية، تكون الأحواض المحيطية.

وفقاً لهذه النظرية، فإن الأحواض المحيطية، بشكلها الحالي، تكونت خلال مراحل تكوّن الأرض الأولى. أي أنها تكونت قبل أكثر من 4 بلايين سنة.
لكن هذه النظرية، واجهت عدة انتقادات؛ من أهمها:


أ-عظم سمك للقشرة القارية، التي تزعم النظرية انتزاعها بين اليابسين، الآسيوي والأمريكي، لتكوين حوض المحيط الهادي، لا يتجاوز 45 كيلومتراً؛ في حين تقول بانتزاع طبقة صخرية، بسمك 60 كيلومتراً، لتكوين القمر، بحجمه الحالي.

ب- كثافة القمر، البالغة 3.34 جرامات، في كل سنتيمتر مكعب، تتجاوز كثيراً كثافة صخور السيال، المكونة للقارات، والتي لا تتجاوز كثافتها 2.7 جرام/سم3.
وللخروج من هذين الاعتراضين، قال مؤيدو النظرية، إن الكتلة الصخرية، التي انسخلت من الأرض، وتكون منها القمر، لم تكن من صخور السيال فقط، بل ضمت إليها، كذلك، جزءاً من طبقة السيما، التي تحتها. وهذا الجزء، يغطي فارق السمك، ويؤدي رفع متوسط كثافة الصخور؛ لأنها أعلى كثافة من صخور السيال.
ج- الانتقاد الرئيسي لهذه النظرية، هو أن زخم قوة الطرد المركزية، الناتجة من دوران الأرض حول نفسها، وحول الشمس Angular Momentum، لا يمكن أن يؤدي عدم استقرار أو انفصال أجزاء من قشرة الأرض؛ إلا إذا كان الزخم، يفوق كثيراً ما هو عليه حالياً.


وقد نسف وصول الإنسان إلى القمر، وتحليل العينات الصخرية، التي أحضرها رواد الفضاء هذه النظرية من أساسها؛ إذ تبين اختلاف تركيب صخور القمر وصخور القشرة الأرضية.


3- نظرية تزحزح القارات :-
تقوم فكرة تزحزح القارات Continental Drift، على أن قارات العالم، كانت كتلة يابسة واحدة؛ ثم تكسرت، وتحركت القارات إلى مواقعها الحالية. لقد لفت التطابق، بين سواحل المحيط الأطلسي، الشرقية والغربية، أنظار العلماء، وخاصة سواحل أفريقيا وأمريكا الجنوبية . ومنذ أن توافرت خرائط تفصيلية للملاحة البحرية، في هذه المناطق، في منتصف القرن السابع عشر، بدأت تظهر في أبحاث بعضهم، الفكرة القائلة بأن القارتين، كانتا متصلتين. ففي عام 1858، أنجز أنطونيو سنايدر Antonio Snider، خريطة للأمريكتَين ملتصقتَين بأوروبا وأفريقيا؛ فضلاً عن إشارته إلى تشابه الحفريات، على جانبي المحيط الأطلسي. وفي عام 1668، شاعت هذه الفكرة في فرنسا. وفي بداية القرن العشرين، ظهرت أفكار العالمَين الأمريكيَين: فرانك تايلور Frank Taylor، وهوارد بيكر، Howard Baker، القائلة بفرضية ارتباط قارات العالم القديم وقارات العالم الجديد؛ وأنها كانت جزءاً من كتلة يابسة واحدة. وقد أيد تايلور بحثه، عام 1908، بشواهد قوية على تحرك القارات.

ثم جاءت أعمال العالمَين البريطانيين: إدوارد بولارد Edward Bullard، وآرثر هولمز Arthur Holmes، في بداية القرن العشرين، لتؤيد هذه الفرضية. ولكن الفضل في وضع هذه الأفكار في إطار نظرية علمية، واسعة الانتشار، أثارت كثيراً من الجدل، يعود إلى العالم الألماني، ألفريد فجنر، Alfried Wegener، الذي قدمها في سلسلة من الأبحاث، بين عامي 1912 و1924. وقد جمع فجنر في أعماله، التي كانت تهتم بدراسة المناخ القديم، من خلال الآثار الجيولوجية، الأدلة المتعددة، لإثبات أن القارات كانت وحدة واحدة، متصلاً بعضها ببعض، مكونة قارة عظمى على سطح الأرض، أطلق عليها اسم بانجايا Pangaea. وقد نشر آراءه هذه في كتابه الشهير، "أصل القارات والمحيطات" The Origin of Continents and Oceans؛ وأنه كان هناك محيط واحد، يحيط بتلك القارة؛ أطلق عليه اسم بانثالاسا Panthalassa. ويقول فجنر، إن قارة بانجايا، كانت موجودة، قبل 300 مليون سنة، في العصر الفحمي Carboniferous Period. كما يقول إنها تكسرت، بعد العصر الكربوني، وبدأت أجزاؤها تتزحزح، تاركة بينها فراغات، هي التي تشغلها المحيطات، في الوقت الحاضر.

وقد طابق فجنر، في رسمه لقارة بانجايا، بين سواحل الأمريكتَين، من جهة؛ وسواحل أفريقيا وأوروبا، من جهة أخرى. وطابق بين سواحل أستراليا وأنتاركتيكا، وشبه القارة الهندية وجزيرة مدغشفر، وألصقها بالساحل الشرقي الجنوبي لأفريقيا.
وقد استشهد فجنر على صحة نظريته بشواهد متعددة، يمكن حصرها في خمس مجموعات:

أ- تشابه السواحل المتقابلة، وخاصة في جنوب المحيط الأطلسي.

ب- تشابه الحفريات في القارات المتباعدة، وخاصة تلك الموجودة في أفريقيا وأمريكا الجنوبية.
ج- تشابه التركيب الصخري، واستمرارية بعض الظواهر الطبوغرافية، على السواحل المتقابلة.
د- آثار الغطاءات الجليدية، في بعض المناطق المدارية، في أفريقيا والهند وأستراليا وأمريكا الجنوبية.
هـ- وجود مناجم الفحم، في الولايات المتحدة وأوروبا وسيبيريا، في عروض، تفتقد الظروف المناخية، حالياً، لنمو النباتات المدارية، اللازمة لتكون هذه المناجم.

على الرغم من أن فجنر، كتب نظريته، في وقت مبكر؛ إلا أنها لم تحظ باهتمام يذكر، حتى ترجم كتابه إلى الإنجليزية، عام 1924، فأصبحت نظريته موضوع نقاش حاد، استمر حتى موته، عام 1930.

حاول فجنر، في بداية طرحه لنظريته، تطبيق سواحل غرب أفريقيا على سواحل أمريكا الجنوبية، فواجهه كثير من المصاعب. وتحت ضغط الانتقادات الشديدة الموجهة لنظريته؛ ولأن السواحل قد تعرضت لكثير من عمليات التعرية والإرساب، الناجمة عن الأمواج، والأنهار، والتيارات البحرية، على الجانبَين؛ فقد فشل فجنر في محاولته. ولم ينجح في إيجاد درجة مرضية من التطابق، بين خطي الساحل المتقابلين. وكاد يسلم بعدم صحة نظريته. وما ينبغي ذكره، في هذا الخصوص، أن بولارد Bulard، ومعه آخرون من مؤيدي نظرية التزحزح، تمكنوا، عام 1960، من إيجاد تطابق جيد، بين حافتي القارتين المتقابلتين؛ ولكن ليس على خط الساحل، بل بين خطي عمق 900م، تحت سطح الماء، على الساحلين المتقابلين .
بعد أن فشل فجنر في محاولته تطبيق سواحل القارات، وكاد يسلم بعدم صحة نظريته، اطلع على بحث، يشير إلى وجود تشابه كبير، بين الحفريات الموجودة في أمريكا الجنوبية، وتلك الموجودة في أفريقيا. وبعد بحث وتدقيق، تبين له أن علماء الحفريات ، والمهتمين بالأحياء القديمة، يرون أنه لا شك في وجود نوع من الاتصال الأرضي بين القارتين؛ لتفسير تماثل الحفريات فيهما، وفي أستراليا وأنتاركتيكا. وكانت نظرية المعابر Pssage Way Theory، هي السائدة في تفسير هذا التماثل. وقد نشط فجنر، بعد ذلك، في بناء نظريته وتدعيمها بالأدلة. فاستخدم دليل الحفريات، واستبعد فكرة وجود المعابر، مستشهداً بتماثل التركيب الصخري، في السواحل المتقابلة، على جانبي الأطلسي، في السواحل الشرقية لأمريكا الجنوبية وأمريكا الشمالية، والسواحل الغربية لأفريقيا وأوروبا؛ وفي شبه القارة الهندية، وسواحل أستراليا وأنتاركتيكا. هذا التشابه حاصل، مثلاً، في جبال الأبلاش، التي تشبه في تركيبها جبال جرينلاند Green Land، وبعض جبال أوروبا.
هذه الجبال، عند وصل بعضها ببعض، تشكل سلسلة جبلية واحدة، لها التركيب والخصائص أنفسهما. والتشابه في التركيب الصخري، والتطور الجيولوجي للسلاسل الجبلية، لا يمكن نظرية المعابر تفسيره، وخاصة أنه لا يوجد لهذه المعابر المزعومة أثر، تحت مياه المحيط. وقد استشهد فجنر، كذلك، بشواهد من آثار التغيرات المناخية القديمة، التي شملت آثار غطاءات جليدية قديمة، يرجع عمرها إلى نهاية العصر الباليوزوي قبل 300 ـ 250 مليون سنة، في نصف الأرض الجنوبي؛ شملت كلاً من أفريقيا، وأمريكا الجنوبية؛ إضافة إلى الهند، وصحاري أستراليا . هذه الآثار، تدل على أن الجليد، غطى مناطق واسعة، في نصف الكرة الجنوبي، معظمها تقع، حالياً، في المناطق، المدارية وتحت المدارية؛ ولا تبعد عن خط الاستواء أكثر من 30ْ. فهل مرت بالأرض فترة متجمدة شديدة، امتدت الغطاءات الجليدية، خلالها، إلى هذه المناطق القريبة من خط الاستواء؟ استبعد فجنر هذه الاحتمالية، على أساس أن غطاءات واسعة من النباتات المدارية، كانت تغطي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، في الوقت نفسه، الذي كان الجليد فيه، يغطي النصف الجنوبي. وقد كونت بقايا تلك النباتات مناجم الفحم، الموجودة، حالياً، في أمريكا الشمالية وأوروبا وسيبيريا.
وقد اقترح فجنر تحليلاً، يجمع بين هذه الشواهد ويوضحها؛ فحواه أن قارات النصف الجنوبي، كانت يابساً واحداً، متصلاً، حول القطب الجنوبي؛ وتتصل بها، من الشمال، قارات النصف الشمالي. وهذا يوضح الامتداد الواسع للغطاءات الجليدية إلى قارات النصف الجنوبي؛ وذلك يجعل قارات النصف الشمالي، تقع في المناطق المدارية، كذلك؛ ما يوفر الظروف الملائمة لنمو النباتات المدارية، التي كونت مناجم الفحم، في تلك المناطق .
لم يكن كثير من الجيولوجيين، المعاصرين لفجنر، ليترددوا كثيراً في قبول فكرة، أن قارات العالم، كانت مجتمعة في قارة كبرى، مشكلة يابساً واحداً، متصلاً، من القطب الجنوبي شمالاً. إذ وجود قارة بانجايا، كان مدعماً بالكثير من الأدلة، المقنعة لعدد كبير منهم، في عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته.
على الرغم من السخرية الشديدة، التي لقيتها النظرية من كثير من معاصريه، وعلى الرغم من أن المقالات، التي تردّ على نظريته، كانت تأتي من كل حدب وصوب؛ فقد أصدر فجنر، عام 1929، الطبعة الرابعة، والأخيرة، من كتابه "أصل القارات والمحيطات"، متمسكاً بنظريته، بل مضيفاً شواهد جديدة عليها.
يكمن الإشكال الكبير، بالنسبة إلى النظرية، كان في التزحزح بحد ذاته. وهو إشكال، يقوم على التساؤل عن الأسس الفيزيائية لهذه العملية، ويتمثل في:


أ‌- ما الذي كسَّر قارة بانجايا.

ب- وما هي القوة، التي دفعت أجزاءها إلى أماكنها الحالية؟

كان هذان التساؤلان عن آلية التزحزح، الزحزحة من أقوى الاعتراضات، التي وجهت إلى النظرية. وقد بنى عليهما تساؤل آخر، هو: لماذا لا تتزحزح القارات، اليوم، بالصورة نفسها، التي يذكرها فجنر؟ أو لماذا توقف التزحزح؟ ج- لا يوجد أثر، في قيعان المحيطات، لمرور كتل القارات فوقها، في طريق تزحزحها إلى أماكنها الحالية. ولا يوجد أدلة على ضعف القشرة المحيطية، إلى درجة، تسمح بمرور القارات فوقها، من دون أن تترك أثراً. فافتراض فجنر، أن الكتل القارية، الأقل كثافة، قد تزحزحت فوق صخور القشرة المحيطية، الأعلى كثافة، ليس له شواهد تسانده. وهو، فيزيائياً، غير ممكن؛ إذ إن الكتل الصخرية الصلبة للقشرة الأرضية، لا يمكن أن تتحرك فوق بعضها، من دون أن تتكسر، ومن دون أن تترك أثراً، كما تتحرك السفن فوق الماء.

كان فجنر قد اقترح، أن جاذبية القمر، وحركة المد، ربما كانتا قويتين، بما يكفي لتكسير قارة بانجايا ودفع أجزائها إلى التحرك. ولكن عالم الفيزياء البريطاني، هارولد جيفري Harold Jeffreys، أثبت أنه لو ارتفعت قوة الاحتكاك الناتج من المد، إلى درجة تكفي لدفع القارات؛ فإنها ستكون كافية، كذلك، لإيقاف دوران الأرض حول نفسها، في بضع سنين.
على الرغم من أن نظرية تزحزح القارات، لم تحظ بالقبول العام من العلماء، حينئذٍ؛ إلا أن شواهدها القوية، وأسسها العلمية، رفدت الفكر العلمي بما يمكن إيجازه في نقطتين:
أ- قدمت النظرية تفسيرات علمية مقبولة، لكثير من الظواهر المشاهدة على سطح الأرض، سواء في مجال الجيولوجيا، أو الأحياء والنبات، أو المناخ القديم، والحفريات. ومن أمثلة ذلك، قدمت النظرية تفسيرات لتطابق السواحل المتقابلة، على جانبي المحيط الأطلسي؛ وأخرى لتشابه صخور السواحل المتقابلة، على تخوم المحيطات. وفسرت تطابق اتجاهات السلاسل الجبلية، في شرق الولايات المتحدة، وجزيرة جرينلاند، وإسكتلندا، وشبه الجزيرة الإسكندنافية. وفسرت، كذلك، تشابه حفريات نبات الجلوسوترس Glossopteris، في كل من أفريقيا وأمريكا الجنوبية وأنتاركتيكا وأستراليا؛ وتماثل أنواع الصخور، في كل من سواحل البرازيل وساحل غانا. كما فسرت حدوث سلاسل الجبال الالتوائية، وأماكن امتدادها، في غرب الأمريكتَين، وجنوب أوروبا، وفي آسيا وأستراليا. ب- أثارت جدلاً علمياً عميقاً، وواسعاً، بين مؤيديها ومعارضيها. وقد أثرى ذلك الجدل الحركة العلمية، وقتها؛ وأدى إلى رفع مستوى الفهم العلمي، لعمليات تكوّن الأحواض المحيطية، وتوزع اليابس والماء. وكان ذلك النقاش بداية منحىً جديدٍ في التفكير العلمي في هذا المجال؛ قاد، في النهاية، إلى ظهور أفكار جديدة، شكلت أساس نظرية تكتونية الصفائح؛ وهي النظرية الشائعة القبول بين العلماء، اليوم، في تفسير الظواهر التضاريسية الكبرى لسطح الأرض، وتكوّن الأحواض المحيطية.

محمد حسان 

Wednesday, March 16, 2011

انواع الشعاب



انواع الشعاب

تختلف انواع الشعاب من مكان الي آخر ويرجع هذا الاختلاف الي تأثير كثير من العوامل الجيولوجيه والبيئيه والهيدرولوجيه عليها .نقسم الشعاب بناء علي طبيعة تركيبها واشكالها واماكن تواجدها الي :

1. الشعاب الحافيه Fringing coral

وتعرف بالشعاب الشاطئيه او الحيود المرجانية التي تلاصق الشاطيء او تفصل عن الشاطيء ببحيرو ضيقة تسمي Lagoon ومن امثلتها الشعاب المرجانية التي تحيط بالجذر والقريبه من الشواطيء ومساحة تلك الشعاب متفاوته من بحر الي بحر يتراوح عرضها في البحر الاحمر حوالي 3-4 متر بخليج العقبه
وعموما الحيد المرجاني الممتد علي سواحل البحر الاحمر من اطول الحيود بالعالم يصل طوله الي 4500 كم
وصور لاكثر من شكل لل Fringing reef




2. الحواجز المرجانيه Barrier reef

ويطلق علي الشعاب الموازيه للشاطيء ويفصلها عن الشاطيء بحيره اعمق واوسع من الشعاب الحافي



وهي شعاب متصله لايوجد بها سوى ممرات ضيقه جدا وعلي مسافات متباينه لمرور السفن كالحاجز المرجاني العظيم الذي يمتد علي الساحل الشمالي الشرقي لقارة استراليا ويمتد لاكثر من 1600 متر وبعض 90 ميلا والحاجز الموجود بالبحر الكاريبي الممتد بين المكسيك وجواتيمالا

3. الحلقات المرجانيه Attols

وهي شعاب مرجانيه تحتوي بداخلها علي بحيرات ضحله ذات قاع رملي وهي واسعة الانتشار بالمحيط الهندي والهادي وهي نادرة بالبحر الاحمر لحداثته الجيولوجيه اذ يبلغ عمره 25 مليون سنه بس لكن بالنسبه للعصور الجيولوجيه 25 مليون سنه ليس وقتا  كبيرا



4. القطع المرجانيه Coral patches

وهي عباره عن شعاب مرجانيه متناثرة تقع علي حافة او منحدرات الشواطيء نحو المياه الاكثر عمقا وهي كثيرة التواجد بالبحر الاحمر والخليج العربي.

النظام البيئي للشعاب المرجانيه:-


النظام البيئي للشعاب المرجانيه يمتاز بالعديد من الانواع التي تتفاعل مع بعضها البعض وتلك الانواع كالاسماك والقشريات والرخويات وسوف نركز علي الانواع الغير معروفه ونادره فقط
من بيئة الشعاب السلاحف البحريه والقروش ومنه السلاحف الخضراء

والسلاحف صقرية المنقار Hawksbill sea turtle




والسلاحف كبيرة الرأس Loggerhead Turtle

ومن الزواحف الثعابين البحريه السامه والغير سامه

Sunday, March 13, 2011

Oceanography

Oceanography (compound of the Greek words ωκεανός meaning "ocean" and γράφω meaning "to write"), also called oceanology or marine science, is the branch of Earth science that studies the ocean. It covers a wide range of topics, including marine organisms and ecosystem dynamics; ocean currents, waves, and geophysical fluid dynamics; plate tectonics and the geology of the sea floor; and fluxes of various chemical substances and physical properties within the ocean and across its boundaries. These diverse topics reflect multiple disciplines that oceanographers blend to further knowledge of the world ocean and understanding of processes within it: biology, chemistry, geology, meteorology, and physics as well as geography.